تربية الإنسان لعالم متغير "دراسة نقدية في ضوء الفلسفة وتحديات الواقع المعاصر"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم أصول التربية بكلية التربية بنفهنا الأشراف- جامعة الأزهر.

المستخلص

الإنسان صانع الحضارة، ولا سبيل للإنسان بالتقدم ولا بالازدهار إلا بالتربية، فالتربية هي مادة الحضارة ووقودها الذي تشعله لتنير للإنسان دروب حياته؛ إلا أن الإنسان في سيره في هذه الحياة تقف في طريقه تحديات كثيرة تعيقه عن التقدم والاستمرار. وقد تكون هذه التحديات -في ظاهرها- أسبابًا ومظاهر للحضارة، كالتقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، والثورة الرقمية، والانفجار المعرفي، وهذه التحديات لها آثار وتداعيات على الفرد والأسرة والمجتمع، مما يتطلب من التربويين والقادة والمفكرين والفلاسفة والمصلحين وضع رؤية تربوية تساعد الإنسان في خوض غمار هذه الحياة، والوصول إلى قمة النهضة الحضارية والروحية، والأخلاقية والعلمية.
وقد جاء هذا البحث ليحل هذه الإشكالية، وليضع رؤية تربوية مقترحة لما تحتاجه التربية في عالم الغد، وما قد يساعده في تحقيق إنسانيته التي غابت عنه فترات من الزمن، وقد جاء البحث في أربعة محاور رئيسة وهي:
المحور الأول: دور التربية في تمكين الإنسان من العالم المتغير.
المحور الثاني: جدوى الفلسفة في تربية الإنسان، وأهم الآراء الفلسفية المعاصرة.
المحور الثالث: أهم التحديات المعاصرة التي تواجه التربية في عالم متغير.
المحور الرابع: الرؤية التربوية المقترحة التي تسهم في تربية الإنسان لعالم متغير.
واستخدم الباحث المنهج الفلسفي بشقيه التحليلي والتركيبي، وما يتضمنه من فنيات النقد والمقارنة والتفسير، وإعادة تركيب العناصر في صياغات جديدة بغية المقاربة بين الفلسفات، وإظهار أهم التوصيات والمبادئ التي تسهم في حركة التربية وتسيير أمورها في مجتمع متغير على وجه الاستمرار.
وتوصل البحث إلى رؤية تربوية لما تحتاجه التربية في عالم الغد، وكان من ضمن مكوناتها وعناصرها: تجذير المرجعية الإسلامية نظرية وتطبيقا، وبناء الإنسان الحر الناضج المتعلم، محو الأمية وتحقيق الذاتية الثقافية والحضارية، وتقديم المعيار والبديل الروحي والأخلاقي لفوضى التقدم، والتأسيس العلمي والمهارى لتحديات الثورات الصناعية، وتأكيد وتعميق مفاهيم التقارب والتضامن بين الأفراد والجماعات والشعوب، وغرس مبادئ التعلم المستمر مدى الحياة في نفوس الجيل القادم.

الكلمات الرئيسية